تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة الصديقة رضي الله عنها وهي بنت ست سنين, وبنى بها بالمدينة في شوال في السنة الأولى من الهجرة وهي بنت تسع سنين, وكانت أحظى أزواجه عنده وأحبهم إليه, ولم يتزوج بكرا غيرها.


عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أحد النقباء ليلة العقبة: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال وحوله عصابة من أصحابه: (بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عاقبه).

قال: فبايعناه على ذلك.


أول ما غزا النبي صلى الله عليه وسلم الأبواء ثم بواط ثم العشيرة.

وهي قرية من عمل الفرع، بينها وبين الجحفة من جهة المدينة ثلاثة وعشرون ميلا.

قيل سميت بذلك لما كان فيها من الوباء، وهي غزوة ودان بتشديد الدال، قال إسحاق: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غازيا بنفسه حتى انتهى إلى ودان، وهي الأبواء.

خرج من المدينة على رأس اثني عشر شهرا من مقدمه المدينة يريد قريشا، فوادع بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة، من كنانة، وادعه رئيسهم مجدي بن عمرو الضمري، ورجع بغير قتال.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعمل على المدينة سعد بن عبادة.

وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما وصل إلى الأبواء بعث عبيدة بن الحارث في ستين رجلا فلقوا جمعا من قريش فتراموا بالنبل، فرمى سعد بن أبي وقاص بسهم، وكان أول من رمى بسهم في سبيل الله.


غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة بدر الأولى حتى بلغ وادي سفوان؛ حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس ثلاثة عشر شهرا من مهاجره يطلب كرز بن جابر الفهري، وحمل لواءه علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان أبيض، واستخلف على المدينة زيد بن حارثة، وكان كرز قد أغار على سرح المدينة -الإبل والمواشي التي تسرح للرعي بالغداة- فاستاقه، وكان يرعى بالحمى، فطلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بلغ واديا يقال له: "سفوان" من ناحية بدر، وفاته كرز ولم يلحقه، فرجع إلى المدينة.


عن جابر رضي الله عنه قال: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني، وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة، فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له، فأناخه فركبه، ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن، فقال له: شأ، لعنك الله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من هذا اللاعن بعيره؟».

قال: أنا، يا رسول الله.

قال: «انزل عنه، فلا تصحبنا بملعون، لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم».

وبواط: جبل من جبال جهينة، بقرب ينبع.


قيل لزيد بن أرقم: " كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: تسع عشرة.

قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة.

قيل: فأيهم كانت أول؟ قال: العسيرة، أو العشير.

وقعت غزوة العشيرة قبل وقعة بدر، سلك النبي صلى الله عليه وسلم على نقب بني دينار، ثم على فيفاء الخبار فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها: ذات الساق.

فصلى عندها.
.
.

وصنع له عندها طعام فأكل منه وأكل الناس معه.
.
.

واستقي له من ماء به يقال له: المشترب، ثم ارتحل رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك الخلائق بيساره وسلك شعبة يقال لها: شعبة عبد الله.
.
.

ثم صب لليسار حتى هبط يليل فنزل بمجتمعه ومجتمع الضبوعة، واستقى من بئر بالضبوعة، ثم سلك الفرش فرش ملل حتى لقي الطريق بصحيرات بصخيرات اليمام، ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن ينبع فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة، وادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة ثم رجع إلى المدينة ولم يلق كيدا.


أخرج ابن عساكر عن الزهري قال: "بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فيها سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه إلى جانب من الحجاز يدعى (رابغ)، فانكفأ المشركون على المسلمين، فجاءهم سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه يومئذ بسهامه، وكان أول من رمى في سبيل الله، وكان هذا أول قتال في الإسلام".


بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسوله عبد الله بن جحش الأسدي إلى نخلة في رجب على رأس سبعة عشر شهرا من الهجرة في اثني عشر رجلا من المهاجرين، كل اثنين يعتقبان على بعير، فوصلوا إلى بطن نخلة يرصدون عيرا لقريش، وفي هذه السرية سمي عبد الله بن جحش أمير المؤمنين، وكان رسول الله كتب له كتابا، وأمره ألا ينظر فيه حتى يسير يومين ثم ينظر فيه، ولما فتح الكتاب وجد فيه: "إذا نظرت في كتابي هذا، فامض حتى تنزل نخلة بين مكة والطائف فترصد بها قريشا، وتعلم لنا من أخبارهم"، فقال: سمعا وطاعة، وأخبر أصحابه بذلك، وبأنه لا يستكرههم، فمن أحب الشهادة فلينهض، ومن كره الموت فليرجع، وأما أنا فناهض.

فمضوا كلهم.

فلما كان في أثناء الطريق أضل سعد بن أبي وقاص وعتبة بن غزوان بعيرا لهما كانا يعتقبانه، فتخلفا في طلبه، وبعد عبد الله بن جحش حتى نزل بنخلة، فمرت به عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة فيها عمرو بن الحضرمي، وعثمان ونوفل بن عبد الله بن المغيرة، والحكم بن كيسان مولى بني المغيرة فتشاور المسلمون، وقالوا: نحن في آخر يوم من رجب الشهر الحرام، فإن قاتلناهم، انتهكنا الشهر الحرام، وإن تركناهم الليلة دخلوا الحرم، ثم أجمعوا على ملاقاتهم فرمى أحدهم عمرو بن الحضرمي فقتله، وأسروا عثمان والحكم، وأفلت نوفل، ثم قدموا بالعير والأسيرين، وقد عزلوا من ذلك الخمس، وهو أول خمس كان في الإسلام، وأول قتيل في الإسلام وأول أسيرين في الإسلام، وأنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ما فعلوه، واشتد تعنت قريش وإنكارهم ذلك، وزعموا أنهم قد وجدوا مقالا، فقالوا: قد أحل محمد الشهر الحرام، واشتد على المسلمين ذلك، حتى أنزل الله تعالى: {يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل} [البقرة: 217].


عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: "لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة، فأنزل الله تعالى: {قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها} [البقرة: 144]، فوجه نحو الكعبة، وصلى معه رجل العصر، ثم خرج فمر على قوم من الأنصار فقال: هو يشهد أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه قد وجه إلى الكعبة، فانحرفوا وهم ركوع في صلاة العصر.


في هذه السنة فرض صيام شهر رمضان، وقيل: إن فريضة صيام شهر رمضان كانت قبل غزوة بدر.


شرع الله سبحانه وتعالى زكاة الفطر, وهي واجبة على كل مسلم حر أو عبد، ذكر أو أنثى، صغير أو كبير من المسلمين قادر عليها.

والحكمة منها تطهير الصائم مما عسى أن يكون قد وقع فيه أثناء الصيام من لغو أو رفث، وإعانة للفقراء على إدخال السرور عليهم في يوم العيد.


كانت عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد، زوجة يزيد بن زيد بن حصن الخطمي، تعيب الإسلام وتؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتحرض عليه.

وكانت تطرح المحايض في مسجد بني خطمة؛ فأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم دمها، فنذر عمير بن عدي لئن رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر إلى المدينة ليقتلنها، وقد فعل رضي الله عنه وأرضاه.

فلما رجع عمير وجد بنيها في جماعة يدفنونها.

فقالوا: يا عمير، أنت قتلتها؟ قال: "نعم، فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون، فوالذي نفسي بيده لو قلتم بأجمعكم ما قالت لضربتكم بسيفي هذا حتى أموت أو أقتلكم".

فيومئذ ظهر الإسلام في بني خطمة، وكان يستخفي بإسلامه فيهم من أسلم، فكان أول من أسلم من بني خطمة عمير بن عدي، وهو الذي يدعى القارئ.


ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا من المسلمين لاعتراض قافلة قريش القادمة من الشام التي كان يرأسها أبو سفيان الذي علم بعد ذلك بخروج المسلمين، فأرسل إلى قريش يستنفرها لاستنقاذ تجارتهم كما غير طريقه لإنقاذ التجارة، ثم التقى المسلمون والمشركون عند ماء بدر، وهي مكان بين مكة والمدينة وهو أقرب إليها من مكة، وكان عدد المشركين يقارب الألف، وعدد المسلمين أكثر من ثلاثمائة، وبدأت المعركة بالمبارزة المشهورة، ثم بدأ القتال وكان شديدا، وقتل فيها صناديد قريش كأبي جهل، وأمية بن خلف، وغيرهما، حتى بلغ قتلاهم سبعون رجلا ومثلهم من الأسرى، وقتل أربعة عشر من المسلمين، وقيل: ستة عشر.

فكان النصر الكبير حليف المسلمين.

حيث نصرهم الله تعالى وأرسل ملائكة تقاتل معهم، أما الأسرى فأشار عمر بقتلهم، وأشار أبو بكر بفدائهم، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم برأي أبي بكر، ولكن الوحي نزل موافقا لرأي عمر، أما الغنائم فنزلت فيها سورة الأنفال.


هي رقية بنت سيد البشر صلى الله عليه وسلم، وهي زوج عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكانت رقية أولا عند عتبة بن أبي لهب، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم أمر أبو لهب ابنه بطلاقها، فتزوجها عثمان وهاجر بها إلى الحبشة.

ولما ندب رسول الله الناس للخروج لاعتراض قافلة أبي سفيان أمر عثمان أن يبقى عند رقية يمرضها ويعتني بها، وكان هذا هو سبب تخلفه، وقد أسهم له النبي صلى الله عليه وسلم كما أسهم لمن حضر بدرا، ثم ما لبثت رقية في مرضها حتى توفيت رضي الله عنها.


كانت سرية سالم بن عمير رضي الله عنه إلى أبي عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومئة سنة، وكان يهوديا، عظيم الكفر، شديد الطعن على المسلمين، قد امتلأ قلبه بالحقد والحسد للمسلمين، وهو يرى التفاف الأوس والخزرج على نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وازداد كيده بالإسلام وأهله بعد أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يزداد قوة وتمكينا في المدينة وما حولها بعد غزوة بدر، فلم يطق لذلك صبرا، فأخذ ينشد الشعر يهجو به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحرض على عداوته، ويسفه رأي الأنصار لمتابعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناصرته.

فقال سالم بن عمير وهو أحد البكائين -أي: في غزوة تبوك- وممن شهد بدرا: "علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه"، فأمهل يطلب له غرة، حتى كانت ليلة صائفة، فنام أبو عفك بالفناء، وسمع به سالم بن عمير، فأقبل فوضع السيف على كبده، ثم اعتمد عليه حتى خش في الفراش، وصاح عدو الله، فثاب إليه ناس ممن هم على قوله، فأدخلوه منزله وقبروه.

وكان أبو عفك ممن نجم نفاقه حين قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن سويد بن الصامت، وشهد سالم بدرا، وأحدا، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما.


ذكر معظم أهل المغازي والسير أنها وقعت بعد بدر، ورجحه ابن حجر، وقد كانت يوم السبت للنصف من شوال.

وخبر إجلاء بني قينقاع ثابت في الصحيحين، فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "حاربت النضير وقريظة، فأجلى بني النضير، وأقر قريظة ومن عليهم، حتى حاربت قريظة، فقتل رجالهم، وقسم نساءهم وأولادهم وأموالهم بين المسلمين، إلا بعضهم لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فآمنهم وأسلموا، وأجلى يهود المدينة كلهم: بني قينقاع -وهم رهط عبد الله بن سلام- ويهود بني حارثة، وكل يهود المدينة"


 بعد هزيمة المشركين في بدر، نذر أبو سفيان ألا يمس رأسه ماء من جنابة حتى يغزو محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه وينتقم من المسلمين؛ فخرج في مائتي راكب من قريش، ليبر بيمينه، ووصل إلى أطراف المدينة ليلا، ولجأ إلى بني النضير، فأتى حيي بن أخطب، فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له بابه وخافه؛ فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم -وكان سيد بني النضير في زمانه ذلك، وصاحب كنزهم- فاستأذن عليه؛ فأذن له، فضيفه وسقاه خمرا، وأخبره من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم خرج أبو سفيان في عقب ليلته حتى أتى أصحابه، فبعث رجالا من قريش، فأتوا ناحية من المدينة يقال لها: العريض -واد بالمدينة-، فأشعلوا النار في أشجار ونخيل المسلمين المثمرة، ووجدوا رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما، فقتلوهما، ثم ولوا مدبرين.

فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج في أثرهم يطلبهم في مائتين من المهاجرين والأنصار، واستعمل على المدينة أبا لبابة بشير بن عبد المنذر رضي الله عنه، فجعل أبو سفيان وأصحابه يلقون جرب -أوعية- السويق -قمح أو شعير يقلى ثم يطحن، فيتزود به، ملتوتا بماء أو سمن أو عسل-، وهي عامة أزوادهم، يتخففون منها للنجاء، حتى بلغ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قرقرة -القرقر: الأرض المستوية- الكدر -ماء لبني سليم، وأصل الكدر: طير في ألوانها كدرة، سمي الموضع أو الماء به-، ثم انصرف راجعا إلى المدينة، وقد فاته أبو سفيان وأصحابه، وكانت غيبة الرسول -صلى الله عليه وسلم خمسة أيام، فقال المسلمون حين رجع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، أتطمع لنا أن تكون غزوة؟ قال: "نعم".

وتسمى هذه الغزوة أيضا بـ"غزوة السويق"؛ لأن أكثر ما طرح القوم من أزوادهم السويق، فرجع المسلمون بسويق كثير.

وكان ذلك في شوال في السنة الثانية من الهجرة.


كان أبو سفيان حين رجع إلى مكة من بدر قد نذر أن لا يمس رأسه ماء من جنابة، حتى يغزو محمدا، فخرج في مائتي راكب من قريش لتبر يمينه فسلك النجدية حتى نزل بصدر قناة إلى جبل يقال له: نيب من المدينة على بريد أو نحوه، ثم خرج من الليل حتى أتى بني النضير تحت الليل فأتى حيي بن أخطب فضرب عليه بابه، فأبى أن يفتح له وخافه، فانصرف عنه إلى سلام بن مشكم، وكان سيد بني النضير في زمانه، فاستأذن عليه فأذن له، فقراه وسقاه، وبطن له من خبر الناس، ثم خرج في عقب ليلته حتى أتى أصحابه فبعث رجالا من قريش فأتوا ناحية منها يقال لها: العريض فحرقوا في أصوار من نخل بها، ووجدوا رجلا من الأنصار وحليفا له في حرث لهما فقتلوهما وانصرفوا راجعين، فنذر بهم الناس، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم, فبلغ قرقرة الكدر، ثم انصرف راجعا وقد فاته أبو سفيان وأصحابه، ووجد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أزوادا كثيرة قد ألقاها المشركون يتخففون منها، وعامتها سويق، فسميت غزوة السويق.